من يدحرج لنا الحجر؟
سؤال تبادر إلى ذهن المريمات حينما ذهبن إلى القبر… ونحن كثيراً نجد بعض الأمور العسيرة الحل… فنتساءل من يقدم لنا الحل.. أو كيف سيكون الحل؟
عزيزي أقولها بكل شجاعة ليس هناك حجر عثرة يقف أمام المؤمنين بل أن المؤمن كل السبل متاحة ومفتوحة أمامه – فبلغة الإيمان ندرك حل المشكلة قبل أن تحل..
والله قادر على دك أسوار أريحا بدون مجهود.
وقف موسى البحر أمامه وفرعون خلفه، يعنى بالعربى ميت ميت لكن بلغة الإيمان يقول بكل ثقة “الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون” .. قفوا أنظروا خلاص الرب.
جيش شاول الملك قابل جليات الجبار.. بكل خوف ووقف الجنود يرددون “من يستطيع أن يغلب هذا الجبار؟” إلى أن جاء فتى صغير لكنه رجل فى الإيمان – فاستطاع أن يزحزح حجر الخوف من قلوب جيش الرب حينما قال كلمته لجليات “أنت تأتيني بسيف ورمح وترس أما أنا أتيك بقوة رب الجنود”.. وغلب..
أمام الحجر يقف الناس فريقان فريق يتساءل ويتشكك وينشر الخوف فى صفوف الشعب كالذين خرجوا مع جدعون للحرب، فحينما قال لهم “من كان خائفاً فليرجع” رجع00022 وتبقى 00010 فقط..
وفريق قليل لديه الإيمان كداود النبي أو موسى النبي أو بولس الرسول الذى قال “أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى”..
والمقصود بالحجر هنا الضيقة أو التجربة أو المشكلة أو الأزمة من أي نوع. من يدحرج لنا الحجر؟ سؤال يدور بفكر أولئك المبتدئين فى حياة الإيمان أو العلاقة مع الله.. حدث هذا للتلاميذ فى بدء خدمتهم إذ زحمتهم الجموع يوم واثنين وبدأوا يجوروا فى الطريق!
لكن السيد المسيح يريد أن ينميهم فى الإيمان فقال لهم اعطوهم ليأكلوا.. أى مادمتم شعرتم بالمشكلة وعندكم إحساس بالآخرين حلوا المشكلة، فمش كفاية بس أنكم تعرضوا المشكلة.. لكنهم أفادوه بأنهم ليس لديهم شئ. وحينما شعروا بضعفهم ظهرت قوة الله وصنع المعجزة إذ أشبع الخمسة آلاف من خمس خبزات وسمكتين..
عزيزي هناك من يجلس ويضع يده على خده ويردد مفيش فايدة – ولكنه ينسى أن الله عنده حلول كثيرة وعديدة لجميع المشاكل من أى نوع – ويستطيع أن يدحرج الحجر وينقل جبل المقطم ويشق البحر الأحمر ونهر الأردن ويروى دير الأنبا أنطونيوس من شق داخل الصخور لا يعرف بدايته وذلك منذ القرن الرابع الميلادى وإلى يومنا هذا..
من خبرتي فى الحياة مع الله – حينما تصادفك مشكلة اكتبها فى ورقة وضعها على المذبح وانساها.. مشكلتنا أننا أحيانا عاوزين الحل بطريقة معينة وفى زمن معين.. لكن الله لا يخضع للزمن، فهو فوق الزمان والمكان ونحن نصلي “لتكن مشيئتك”… فأعرض عليه المشكلة وهو لديه حلول كثيرة.. وحكمته تفوق حكمتك فلا تيأس أبداً كن مع الله وكفى…