هل للشسطان وجود فى حياتنا ام نحن من نلعب دوره - موقع ابونا فلتاؤس السريانى
هل للشسطان وجود فى حياتنا ام نحن من نلعب دوره

من البديهي أن يزعج هذا العنوان الكثيرين من القراء . فعلينا أن نبين بأيجاز موقع هذا السؤال اللاهوتي المتلاصق مع شكوكنا في الشيطان كشخصية لها وجود .
علينا أن نعرف بأن هناك مبدأ واحد للوجود ، وهو الله الذي بطبيعته ملْ الخير والصلاح . الخليقة كلها تستمد وجودها من الله وكل ما خلقه الله رآه حسن . فأن كان الله لا يصدر عنه الا ما هو حسن ، كما في أيام الخلقة ، فمن أين جاء الشر اذاً ؟ لو كانت الخليقة تستمد وجودها من الله فكانت تستمر في الخير فكل شىء كان يستمر حسناً في نظر الله . لكن الله لم يقيد خليقته بقيود بل أعطى لها الحرية ، لكن هل أحترمت ؟ الجواب كلا ، بل تجاوز المخلوق على الخالق فتمرد .
الله مد الخليقة بالوجود وأنسحب منها كي يتسنى لهذا الوجود وأن تقوم بحد ذاتها . أنسحب منها كما ينسحب البحر لتوجد القارات ، يقول أحد اللاهوتيين في صورة معبرة : ( يحتجب ويتوارى كي تقوم لوجود الكون قائمة) . يرتضى بالتالي بأن يكون لوجود الخلائق نمطها الخاص المتميز عن نمط وجود الخالق . ومن طبيعة هذا النمط الخاص بالخلائق أن يكون عرض للأضطراب ، وبالتالي للشر ، لأنه بالضبط متمايز عن كمال الخالق . علماً بأننا مؤمن بأن الله يعمل بأستمرار في صميم الخليقة موجهاً أياها نحو أقصى ما يمكن لطبيعتها لكي تبلغ الكمال . من أين جاء الشيطان أذاً ؟
في قصص تجارب الرب يسوع نرى شخصيتان ( يسوع والشيطان ) ولا أحد يشك في وجود الآخر . كل منهما يحاور ويجادل الآخر كخصم .
لندرس شخصية الشيطان في الكتاب المقدس منذ البداية . في العهد القديم شخصية مبهمة وكتومة نسبياً ، ففي البدء لم تكن لفظة الشيطان موجودة ، وفي الأصل كانت تعني ( المهاجم ) أي كلقب لعَملهِ لا كأسم ، والتي تعبر عن عمل معادِ ، وكما نرى في أماكن عديدة من العهد القديم وبمعنى ( العدو ، الخصم ، المجرب ) " طالع عد 22: 32،22". بعدها تصبح لفظة الشيطان أسم عَلَم " 1 أخ 1:21 " كلمة الشيطان باليونانية تعني ( الذي يفرق ) أنه أداة الخلاف . وبما أن كلمة الشيطان تعني الخصم ، فبأمكان مناداة أنساناً بذلك أذا كان خصماً لنا . فنقول فلان أصبح شيطاناً لي فأخطأت . والرب يمكن أن يلعب أيضاً دور المجرب بأمتحاننا ، ولكن حين نتحدث عن الله هنا لا يعني أنه عندما نناديه ب ( المجرب ) أصبح خاطئاً ، بل تجربته لنا هي لمحبته بنا ولكي يختبر درجة محبتنا له . فمثلاً تقول الآية : ( وتذكروا كيف قادكم الرب الهكم في كل طريق الصحراء هذه الأربعين سنة ليذلكم ويمتحنكم فيعرف ما في قلوبكم ) " تث 8: 2 -3 " . كان الله مستفزاً للأنسان تارة ، وفي تارة أخرى كان يلعب دور المجرب لكي يمتحن محبة الأنسان له فقال لشعب أسرائيل ( فأني لن أطرد من أمامهم أي أنسان من الأمم الذين تركهم يشوع عند موته . بل سأبقى عليهم لأمتحن بهم أسرائيل لأرى أيحفظون طريقي ليسلكوا منها كما حفظها آباؤهم أم لا ) " قض 2 : 21-22" . كان أيضاً مجرباً وخصماً لداود ( طالع 2صم 1:24 و 1 أخ 1:21 ) وقبل ذلك مع أيوب حين أمتحنه أو جربه فقال أيوب عن الله ( أصبحت لي عدواً قاسياً ، وبقدرة ذراعك تضطهدني ) " 21:30 " أي أنت تقف ضدي كالعدو وهذا خلاصة ما قاله أيوب عن الله . لكن نرجع ونقول بأن الله محبة ، أذاً لا يصح أن نقول عندما تحدث كوارث طبيعية بأن الله سمح بها . لأن الله يعاني بسبب ذلك أكثر من الأنسان من كل شر يفتك بالأرض وحسب قول الفيلسوف الكاثوليكي جاك ماريتان . وبأن الله هو ( حاضر مصلوباً على كل شر الكون ) حسب تعبير أوليفيه كليمان .
أذاً الشر هو وليد الحرية التي منحها الله للكائنات وهي عرضة للشر . قال اللاهوت الأرثوذكسي كاليسوس وير : لماذا سمح الله للأنسان أن يخطأ ؟ الجواب لأنه اله المحبة . والمحبة تعني الحرية والله الثالوث هو محبة . وبأنعدام الحرية يعني لا وجود للحب . هل الخطيئة أذاً جاءت بسبب تجارب الشيطان أم لسوء أستخدام الحرية ؟ الجواب :
فكرة وجود الشيطان ، أو كائن شيطاني متمرد على الله ، لن تفرض ذاتها الا في زمان متأخر في الديانة اليهودية ، ففي أيام يسوع في أسرائيل وفي محيطها ، يفهم العالم وكأنه مسكون بأرواح شريرة أو بالكائنات ما فوق الأرض ، ويفهم وكأنه مسرح للخلافات بين قوى الخير والشر ، بين النور والظلام . أنها الحرب بين السماء وقوات الأرض ، كالحرب التي دارت بين يسوع وكتيبة الشياطين التي كانت تسكن المجنون ، أخرجها الرب فدخلت في قطيع الخنازير . فمع معاصري يسوع من اليهود والوثنيين ، لم يكن في وسع كتبة العهد الجديد أن يكون لهم مفهوم أو تعبير آخر لهذه الأمور . وهذا لا يعني أن رؤية العالم تعود شرعاً الى الوحي الألهي . فمن التفاهة اليوم أن نلاحظ في المجتمعات المتطورة تصويراً آخر للعالم . فلا يبدو من الضروري أن نفترض وجود مثل هذه الكائنات . ولا يمكن تلافي هذا السؤال : هل يجب أن نتمسك بحرفية العهد الجديد ، حينما يقدم الشيطان مثل شخص موجود حقاً ؟
لن يكون الجواب مع هذا السؤال بمجرد ( نعم ) أو ( لا ) وبدون دراسة مجمل هذه المعضلة المعقدة اذا ما ربطت باللامعقول الأنساني لنحدد بعض النقاط المهمة :
1- كل أنسان يختبر أن العالم مسكون بالشر الذي يسبق الفرد ويتجاوزه وهو موجود في عمق كياننا وحسب قول مار بولس في " رو 7: 9-21 " ( الخير الذي أريده لا أفعله ، والشر الذي لا أريده أياه أفعل . فأن كنت أفعل ما لا أريد ، فلست أنا أفعل ذلك ، بل الخطيئة الساكنة فيّ ) أي أنها حرب بين الخير والشر في داخل الأنسان .
2- المؤمن بالخالق ، لا يستطيع أن يقبل ثمة في بدء العالم مبدأ الخير والشر . فأذا وجد الشيطان كشرير ، فذلك لأن الله خلقه مثل روح صالح ، وهو بحريته تمرد على الخالق (كما يتمرد الأنسان المؤمن ) ومن خلاله دخلت الخطيئة الى نظام الخلق في العهد القديم .
3- في العهد الجديد لا يقيم أعتباراً للقوى الشيطانية ، لأن أهميتها قلت كثيراً بعد أنتصار يسوع على الشر في تجاربه وفي صلبه . لهذا قال مار بولس في " رو 12:5" ( أن الخطيئة دخلت في العالم عن يد أنسان واحد ) ولم يقل على يد شيطان واحد . وهكذا الأنسان يلعب دور الشيطان ضد المؤمنين فمثلاً قال يسوع ( أخذت أثنا عشر تلميذاً واحدكم أبليس ) فهل كان الأسخريوطي أبليساً أم أنساناً ورسولاً للرب ؟ أذاً كلمة الأبليس تنسب الى أنسان شرير يلعب دور الأبليس . أي نحن البشر نستطيع أن نلعب دور الأبليس . وهكذا يمكن أستعمال ( الشيطان ) أو ( الأبليس ) كصفة ، فالشيطان مؤنسن والخطيئة مؤنسنة أيضاً .
4- أن الحاح بولس جدير بالأعتبار لتبرئة الأنسان عن مسؤولية الخطيئة : هل يسع الأنسان ان يكون مسؤولاً عن الخطيئة ، أذا كان العوبة بيد الخصم ؟ لقد قاوم بولس هذا المفهوم ، لا سيما في رسالته الى قولسي " 13:1 ، 2: 15-23 " . وفي رسالة تيطس " 3: 2-3" وتيموثاوس الثانية " 1:3-3" يقول أن الناس يكونون بلا رضى ثالبين أبالسة . وهذا لا يعني أن البشر سوف يتحولون الى كائنات غير بشرية ، وأنما سيتوغلون في الشر . ويجب أن يكون واضحاً للجميع بأن الكلمات ( أبليس ، شيطان ) لا يعنيان ملاكاً ساقطاً أو شخصية خاطئة من خارجنا . أذاً الكلمتان هي للتدليل الرمزي حين نصف النزعة الطبيعية لأرتكاب الخطيئة في داخلنا أي الشيطان أو الشر الذي في داخلنا هو عدونا .
5- في هذا الشأن ، ستكون قصص التجارب قصيرة جداً . وكما سنرى ، فأن متى ولوقا لا يجعلان الشيطان المسؤول الأوحد لأختبارات المسيح ، بل يحيلانها الى أحداث أنجيلية حيث يكون يسوع في مجابهة مع مجرّبين كثيرين لهم وجه بشري ، أنه وجه أصدقائه ، ووجه أعدائهُ الذين ينصبون له فخاخاً ويقودونه الى الموت فنلاحظ بأن الرب يسوع قال ( أذهب عني ياشيطان ، ونفس الكلمات وجهها الى صديقه الحميم بطرس ، فهل بطرس شيطان ؟ ) . يقول الرسول يعقوب في "14:1" ( ولكن الأنسان يسقط في التجربة حين يندفع وراء شهواته . فاذا حبلت الشهوة ولدت الخطيئة ، ومتى نضجت الخطيئة ، أنتجت الموت ) . وفي العبرانيين " 14:2 " يقول ( أن ليسوع طبيعة بشرية مثلنا ليقضي على سلطة الموت ) وفي " رو 3:8" يقول الرسول ( ... أرسل ابنه . متخذاً مايشبه جسد الخطيئة ، مكفراً عن الخطيئة فدان الخطيئة في الجسد ) . أي أن الأبليس وأعماله الباطلة موجودة في الطبيعة البشرية ، وهذا يؤكد لنا بأن ما دام ليسوع طبيعتنا . أي الأبليس في داخل تلك الطبيعة ، فهناك أمل لنا بالخلاص بالتغلب على شهواتنا الطبيعية التي في داخلنا كما غلب عليها يسوع . واذا كان الأبليس شخصية منفردة ، فكان بأمكان يسوع أن يصرعه على الصليب " عب 14:2" . وتضيف بأن يسوع بموته قد قضي على الأبليس في داخله ، أي الخطيئة التي في داخل الأنسان كما يوضحها لنا القديس بولس في " رو 6:6" . ما دمنا متنا مع المسيح فلا نبقى عبداً للخطيئة . يقول توما الأكويني ( لا شىْ يمنع من أن تكون الطبيعة البشرية قد أعدت لغاية أرفع من الخطيئة ، فأن الله يسمح بأن تحصل الشرور لكي يستخرج منها خيراً أعظم ) . وهذا نلتمسه من قول القديس بولس ( حيث كثرت الخطيئة طفحت النعمة ) " رو 20:5"
6- النصوص القديمة في
الكنيسة تقبل بوجود القوى الشيطانية ، كان آباء الكنيسة في البدء أناس زمانهم وخلال أجيال طويلة أحتفظت الوثائق الكنسية بلغة مصادرها والتقليد ، بدون أن تتساءَل حول وجود الشيطان الذي لم يكن أحد يعارضه . والمجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني ورتبة العماد لا يشذان عن هذه القاعدة . ونلاحظ أن أيمان الكنيسة الأقدم عهداً ( قانون الأيمان - نيقية - قسطنطينية ) وهذا الأيمان يعلن اليوم في كل الكنائس ويؤكد غفران الخطايا ، ولكن لا يذكر أسم الملائكة ، لأن وجود الملائكة في العقيدة المسيحية هي حقيقة أيمانية فقط ، لهذا قد يلعب الله دور الملاك كما في الآية ( وبعدما مضت أربعون سنة كان موسى في صحراء جبل سيناء ، عندما ظهر له ملاك الرب في لهيب نار من عليقة تشتعل ) فهل كان في العليقة الملاك أم الله ؟ الملائكة طغمات مختلفة ولكل طغمة وظيفة ، فهناك السلاطين والرياسات والأرباب والقوات والشاروبيم والسيرافيم . ويذكر سفر طوبيا أن رؤساء الملائكة سبعة وقوف أمام الله " طو 15:12" ، ويذكر سفر الرؤيا أن هناك سبعة ملائكة سيبوقون عندما يفتح الختم السابع " 2:8" نلاحظ هنا تكرار الرقم سبعة والذي يدل على الكمال ، والكمال هو لله وحده ، أي أن الله هو المقصود بأسم الملائكة ، وعلينا أن لا ننسى أن أسماء الملائكة الكبار هي صفاة تناسب الله وحده ، فمثلاً ميخائيل رئيس جند الرب ومعنى أسمه هو بالسريانية ( منيلي مخ آلها ) أي من هو مثل الله " دا 10: 21 ، 1:12 " . وجبرائيل يعني جبروت الله ، وروفائيل يعني رأفت الله أو الله يشفي " طو 15:12" . الآن نعود الى أسم الشيطان ووجوده . وبعبارة أوضح ، ليس ثمة أيمان بالشيطان ووجوده . أنما هو موضوع معرفة ليس الا. لهذا كتب أحد اللاهوتيين في هذا الشأن وقال ( ليس لنا أن نؤمن بالشيطان كما نؤمن بالله ، بما أن هذا الأيمان بالله وحده مكوّن من الثقة بوعوده ومن الطاعة لكلمته ونعرف أن قوى الظلم والطغيان عاملة في العالم ، بدون أن نستطيع دوماً تحديد هويتها في جميع تفرعاتها ).
فهل يوجد الشيطان حقاً أم أنه ليس سوى نتاج الكلام الذي يقف باللامعقول الساكن في عمق القلب الأنساني الذي يميل الى الشر ؟ في الوقت الحاضر ليس بين اللاهوتيين أتفاق حول هذه النقطة .
كتب حديثاً اللاهوتي (دو كول ) : في الوضع الراهن ، لا يمكن للاهوتي أن يجيب أن الوحي يؤكد بكل السلطة التي تخولها على عدم الوجود الشخصي للشيطان . فالقضية مطروحة ولا يمكن ان تُحل الا بصورة هادئة بالضمير الكنائسي في الأمانة للكتاب المقدس وتوجيهات السلطة الكنسية . وقد يفكر البعض في أن الرأي جرىء بأفراط . وهناك من يتولاهم الخوف تجاه هذه المعضلة . ومهما بدت محبطة ، فأنها تبدو الوحيدة النزيهة في الوضع الحالي .
نقول مهما يكن من شأن وجود الشيطان ، فشىء واحد هو أكيد للأيمان : يسوع غلب قوى الشر جميعها ، وفتح للخليقة رجاء نهائياً ، ودعا الجميع الى العمل معه ومع روحه في مجىء ملكوته . هذا هو التأكيد المركزي للأيمان . وفي فلك هذا الأيمان كُتبت قصص التجارب التي ستستوعب من الآن أنتباهنا كله . كما نقول بأن الله خلق في كل أنسان الضمير الأخلاقي الذي يكتشف الأنسان في ذات ضميره ناموساً لم يصدر عنه ، ولكنه ملزم بطاعته ، وصوته يدعو أبداً الأنسان الى حب الخير وعمله ، والى تجنب الشر ، ويدوي قلب الأنسان . والضمير هو المركز الأشد عمقاً وسرية في الأنسان . والهيكل الذي ينفرد فيه الى الله ، ويسمع فيه صوت الله .
في الختام نطلب الى أبينا السماوي أن لا يخضعنا للتجربة وهكذا طلب يسوع من رسله في بستان الزيتون الصلاة لكي لا يدخلوا التجربة . اذاً الله يريد أن يحررنا منها كما قال الرسول في " يع 13:1" ( أن الله غير مجرب بالشرور ، وهو لا يجرب أحداً ) أذاً الصراع أصبح واضحاً وهو بين الجسد والروح في الأنسان ، والجسد يريد عكس ما يريده الروح ، وهذا يلتمس روح التمييز والقوة . كما يجب أن نميز من أننا مجربون ، من أننا راضون بالتجربة ( ...لأن الرب الهكم يجربكم ليرى أن كنتم تحبونه من كل قلوبكم ومن كل أنفسكم ) " تث 13: 1-4 " وبعد التجارب الناجحة هناك مكافأة . فظاهر التجربة هو كما تقول الآية ( طيبة ، ومتعة للعيون ، ومنية للتعقل ) " تك 6:3" . بينما ثمرتها في الواقع لمن يسقط فيها هو الموت . التجارب التي يسمح بها الله للأنسان لا تخلو من الفائدة والتكريم . لأنها تعلمنا الحق ، ولكي نستفاد من تلك التجربة وأن سقطنا بها لكي لا نكررها، وهكذا تكشف لنا بؤسنا ، فتدفعنا الى أن نشكر الله على الحقيقة التي أظهرتها لنا التجربة .
أخيراً نقول : يا رب نجنا من كل شر ، وبرحمتك حررنا من الخطيئة ، وشَدّد ازاء المحن في هذه الحياة حيث نرجو السعادة التي وعدتّ بها ، ومجيء يسوع المسيح ربنا ومخلصنا
هل للشسطان وجود فى حياتنا ام نحن من نلعب دوره هل للشسطان وجود فى حياتنا ام نحن من نلعب دوره

هل للشسطان وجود فى حياتنا ام نحن من نلعب دوره